مقال من مدونة صناع نهضة / لماذا تطرقنا للتجربة الماليزية في التعليم في برنامج صناع نهضة؟
http://www.mediu.edu.my/ar/?p=35695&utm_source=twitterfeed&utm_medium=twitterstudy[1]
لقد اهتم قادة ماليزيا دائما بالتعليم كعنصر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه لتحقيق أي مشروع تنمية ونهضة للأمة، ونلاحظ ذلك واضحا من خلال انجازاتهم وأقوالهم.
فقد بنى مهاتير محمد المنهج التنموي ودفع بالمالايو نحو النهضة التنموية من خلال توفير مستويات عالية من التعليم والتكنولوجيا لهم حيث أنفق 20% من ميزانية ماليزيا القومية على التعليم، أي أنهم أصبحوا ينفقون على التعليم أكثر مما ينفقون على الدفاع ، وقام بإرسال البعثات التعليمية للخارج حيث وصل عدد الطلاب في الخارج 50 ألف طالب وتواصل مع الجامعات الأجنبية، فكانت النتيجة تراجع للأمية التي أصبحت لا تتجاوز نسبتها 6% بعد أن كانت تبلغ في الماضي 36%. وتبلغ نسبة التعليم في ماليزيا حاليا 93% مع وجود 20 جامعة حكومية و21 جامعة خاصة و600 كلية حكومية وخاصة ومعاهد تقنية.
لقد حاول بكل جهده في إطار سياسته الاقتصادية تجهيز المواطن الماليزي بكافة الوسائل العلمية والتكنولوجية لكي يستطيع الانفتاح والتواصل مع العالم الخارجي والتعرف على الثقافات المختلفة، حيث بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الإنترنت في ديسمبر 1999م أكثر من 90%، وبلغت هذه النسبة في الفصول الدراسية 45%، ثم بعد ذلك دفع بالمواطن الماليزي إلى سوق العمل من أجل زيادة الإنتاج وخفض مستوى البطالة بين أفراد الشعب الذي وصل إلى 3,5%، حيث كان يهدف لتفعيل الجزء الأكبر من المجتمع الأمر الذي يعود على ارتفاع مستوى التنمية الاقتصادية للبلاد في نهاية الأمر.
وحتى بعد مهاتير محمد فقد بقي الاهتمام بالتعليم أولوية من أولويات التنمية والتطور الاقتصادي لماليزيا.
ففي مقدمة برنامج الخطة التعليمية للفترة ما بين 2013-2025 يقول رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق حول التعليم وأهميته في عملية التنمية الماليزية:
إن التعليم هو المساهم الرئيسي في تنمية رأس مالنا الاجتماعي والاقتصادي، وهو يلهم الإبداع و يرعى الابتكار، ويمد شبابنا بالمهارات اللازمة ليكون قادرا على المنافسة في سوق العمل الحديثة.وهو محرك جوهري لعملية النمو الاقتصادي.
وبما أن هذه الحكومة تضع تدابير في إطار النموذج الاقتصادي الجديد وخطة التحول الاقتصادي وخطة التحول الحكومي لوضع ماليزيا بثبات على طريق التنمية، فإنه لا بد لنا أن نضمن أن نظامنا التعليمي سيتقدم بشكل مواز لهذا التحول.
فمن خلال قيامنا بذلك، فإن بلادنا سوف تستمر بمواكبة الاقتصاد العالمي المتنامي بشكل تنافسي.
وفي نفس المرجع يقول وزير التعليم ونائب رئيس الوزراء محي الدين بن محمد ياسين حول التعليم:
)إن هذه الحكومة ملتزمة بتحويل نظام التعليم على مدى العقد ونصف القادم. إن هدفنا، والهدف من نظام التعليم هو تزويد طلابنا بكل ما يحتاجون إليه لتمكينهم من تحقيق النجاح في القرن 21 مع وجود كل الفرص والتحديات التي تقدمها هذه الحقبة الجديدة.
من أجل المنافسة مع الأفضل في العالم، فإنه يجب على نظامنا التعليمي تطوير شباب ماليزي على دراية، وذو تفكير نقدي وإبداعي، ولديه مهارات القيادة وقادر على التواصل مع بقية العالم.
بنفس القدر من الأهمية، يجب أن يكون طلابنا مفعمون بالقيم والأخلاق والإحساس بالأمة، التي ستمكنهم من اتخاذ الخيارات الصحيحة لأنفسهم وأسرهم وبلدهم مع نظرة نحو الاستمرار والتغلب على تحديات الحياة التي لا مفر منها).
لهذه الأسباب وغيرها الكثير وجدنا أن أي برنامج يتناول موضوع التنمية والنهضة في بلداننا العربية ولا يتطرق للتعليم فإنه برنامج ناقص، لأنه أغفل أحد أهم ركائز التنمية الشمولية في شتى المجالات.
ولعل زيارة إلى وزارة التعليم الماليزية للتعرف عن قرب على كيفية اهتمامهم بهذا الجانب والاستراتيجيات التعليمية للترسخ حقيقة أن التعليم هو الذي دفع بعجلة النهضة بسرعة إلى الأمام.
المصدر:
http://woody.my/P.aspx?id=729